الإطار النظري لنظام تطوير الاداء المدرسي


مفهوم تطوير الأداء المدرسي

يشير مفهوم تطوير الأداء المدرسي إلى الجهد المخطط والمستمر لتحسين مستوى الأداء المدرسي وتجويد المخرجات من خلال الإشراف والتقويم المستمر للأداء المدرسي، ويتضمن ذلك التشخيص العلمي الدقيق لأداء المدرسة باستخدام أدوات علمية مقننة تجمع بواسطتها الأدلة للحكم على كل من مجالات: التعلم، والتعليم، والإدارة المدرسية وفق المعايير والمؤشرات الموضوعة لكل مجال لتحديد نقاط القوة وأولويات التطوير، وبناء الخطة التطويرية للمدرسة لتوفير الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لتحقيق الأهداف.


أهمية نظام تطوير الأداء المدرسي

إن النظرة إلى المدرسة باعتبارها مؤسسة تؤدي أدواراً مختلفة، وتتفاعل معها مجموعة من المجالات والعوامل، جعلت التربويين يعملون على تطوير أداء المدرسة والوقوف على مدى فاعليتها، وجودة أدائها, و قدرتها على تحقيق أهدافها، و كفاءة معلميها والعاملين بها. كما أن الممارسات التي كانت تقوم بها المناطق التعليمية- نتيجة لغياب آلية موحدة لتطوير الأداء المدرسي بالسلطنة- كشفت عن ضرورة إيجاد آلية محددة للوقوف على الأداء المدرسي وتطويره.

إن نظام تطوير الأداء المدرسي - المستحدث بالقرار الوزاري رقم (19/2006)- هو إحدى ثمار المراجعة المستمرة للأداء والرغبة الدائمة في التطوير، حيث ضم هذا النظام ثلاثة مشاريع هي: مشروع تقويم الأداء المدرسي وتطويره، ومشروع رؤية المعلم الأول (المشرف المقيم)، والمشروع التكاملي للإنماء المهني، والتي تتكامل فيما بينها وتذوب في بوتقة واحدة لتحقيق الغاية وهي تطوير الأداء المدرسي تحت مسمى نظام تطوير الأداء المدرسي.

وهذه نبذة عن المشاريع الثلاثة التي دمجت لتكوين نظام تطوير الأداء المدرسي:

مشروع تقويم الأداء المدرسي وتطويره، والذي يهدف إلى الوقوف على أداء المدارس وما تحققه من نجاحات فيما يتعلق بأهدافها والأولويات الموضوعة لتطويرها وتشخيص كل من مجالات: التعلم والتعليم والإدارة المدرسية؛ من خلال أدوات علمية مقننة ( الملاحظات، الاستبانات،المقابلات وتحليل الوثائق) تجمع بواسطتها الأدلة للحكم على المجالات الثلاثة وفق المعايير الموضوعة لكل مجال لتحديد نقاط القوة وأولويات التطوير ومن ثم تضمينها في خطة المدرسة بهدف تحسين مخرجات عمليتي التعليم والتعلم للارتقاء بها إلى مستويات الجودة العالية.
مشروع رؤية المعلم الأول (المشرف المقيم): تقوم فلسفة المشرف المقيم على النظرة الحديثة للمدرسة باعتبارها مؤسسة قائمة بذاتها، أو منظمة تلعب أدوارا مختلفة، وتتفاعل فيها مجموعة من المجالات، كما أنها تعتبر بيئة تعلم، وأن أي تطوير يجب أن يبدأ من المدرسة ذاتها، وأن أقدر الناس على إيجاد التغيير هم المنتسبون إليها، بحيث يؤدي ذلك التغيير إلى تطوير الأداء وتحسين جودة المخرجات، والوصول بالمدرسة إلى أقصى درجات الكفاية والفاعلية.

وتعتمد هذه الفلسفة على زيادة فاعلية المستويات الإشرافية المحددة في الهيكل الوظيفي للمشرفين ( مشرف عام، مشرف أول، مشرف، مشرف مقيم ) بشكل يساعد على البعد عن المركزية، وتفويض الصلاحيات وفقا للمهام الخاصة بكل مستوى من هذه المستويات، حيث يقوم المعلم الأول(المشرف المقيم) بالدور الأكبر في الإشراف على عمليتي التعلم والتعليم لأنه الأكثر قدرة على معرفة احتياجات زملائه المهنية والتدريبية ومعرفة معوقات العمل، وتقديم الدعم اللازم لذلك.

المشروع التكاملي للإنماء المهني، تتلخص فكرته في تحويل المدرسة إلى وحدة تدريب وجعلها بيئة صالحة لتعلم المعلم كما للطالب وذلك من خلال تحديد المدرسة لاحتياجاتها التدريبية الفعلية من خلال ممارسات علمية مدروسة، منها الممارسة التأملية لواقع المدرسة وإجراء الدراسات والبحوث الإجرائية، وتصميم برامج الإنماء المهني لمقابلة الاحتياجات التدريبية الفعلية. بحيث يؤدي ذلك التغيير إلى تطوير الأداء وتحسين جودة المخرجات والوصول بالمدرسة إلى أقصى درجات الكفاءة.

وفي ضوء ذلك تتضح أهمية نظام تطوير الأداء المدرسي فيما يلي:

1.الحاجة الفعلية إلى المزيد من التطوير والتحسين في الأداء المدرسي ككل.
2.مواكبة المستجدات العالمية.
3.تفعيل أدوار المعلمين الأوائل كمشرفين مقيمين.
4.غرس ثقافة التقويم والتطوير الذاتي.
5.قيام المدرسة بتنفيذ برامج الإنماء المهني في ضوء الاحتياجات التدريبية الفعلية بما يؤدي إلى تحسين جودة الأداء المدرسي.
6.تفعيل أدوار التربويين الزائرين والقائمين على المتابعة والإشراف وتقويم الأداء المدرسي والتخطيط لبرامج الإنماء المهني.



مبادئ نظام تطوير الأداء المدرسي

1 ــ غرس التحسين والتطوير كثقافة تنظيمية تبدأ من داخل المدرسة.
2 ــ التوجه نحو استمرارية عملية تطوير الأداء المدرسي وشموليته.
3 ــ تمكين المدرسة من القيام بتطوير أدائها.
4 ــ استيعاب نظام تطوير الأداء المدرسي للبرامج والمشاريع التربوية في المدرسة.
5 ــ اعتماد نظـام تطوير الأداء المدرسي على معايير محددة للحكم على مستوى الأداء وباستخدام أدوات علمية مقننة.
6 ــ تفعيل برامج الإنماء المهني في ضوء الاحتياجات التدريبية.
7 ــ تفعيل دور المعلم الأول (المشرف المقيم)كأساس لعملية الإشراف التربوي للمدرسة.
8 ــ تفعل تكاملية أدوار العاملين في تطـوير الأداء المدرسي.
9 ــ الاستثمار الأفضل لكافة الموارد البشرية والمادية المتاحة بالمدرسة.


أهداف نظام تطوير الأداء المدرسي


يهدف نظام تطوير الأداء المدرسي إلى تحقيق الآتي:

1 ــ تجـويد مـخـرجـات النظام التعليمي .
2 ــ تنمية المدرسة كمؤسسة قائمة بأدوارها في المجتمع.
3 ــ ترسيخ ثقافة التقويم الذاتي لدى العاملين بالمدرسة.
4 ــ تفعيل أدوار المعلمين الأوائل كمشرفين مقيمين بالمدرسة.
5 ــ تنمية مهارات العمل بروح الفريق والعمل التعاوني لدى العاملين.
6 ــ تشخيص مستويات الأداء الحـالية للمدرسة من أجل تطـويرها.
7 ــ تمكين المدرسة من الاستفادة من إمكانياتها البشرية والمادية بفاعلية أكبر.
8 ــ جعل المدرسة كمنظمة متعلمة.
9- تخطيط وتصميم برامج الإنماء المهني في ضوء الاحتياجات التدريبية الفعلية للعاملين بالمدرسة.


جوانب نظام تطوير الأداء المدرسي

يشير نظام تطوير الأداء المدرسي إلى جانبين رئيسيين من الجوانب الهامة لتطوير الأداء المدرسي، يتعلق الأول بالتقويم الذاتي للأداء المدرسي وهو الجانب الذي يتم داخل المدرسة من خلال كادرها الإداري والفني والمستفيدين منها، والذي يطلق عليه (فريق التطوير والتحسين داخل المدرسة)، بينما يتعلق الآخر بالتقويم الخارجي لأداء المدرسة، والذي يتم من خلال فريق متخصص من خارج المدرسة ذي خبرة مهنية في التقويم، بهدف تشخيص أداء المدرسة ومساعدتها للتغلب على نواحي القصور بوضع إجراءات عملية تسهم في تطوير أدائها، وسيتم تناول هذين الجانبين في الفصل الثاني والرابع من هذا الدليل.


منظومة نظام تطوير الأداء المدرسي

لمنظومة تطوير الأداء المدرسي مجالات متعددة تتكامل فيما بينها، لتشكل مزيجا مترابطا يسهم في إكساب الطالب شخصية متزنة تتحلى بالمعارف والمهارات والسلوكيات والاتجاهات الإيجابية، سعيا إلى تنشئة الأجيال. ويشكل كل مجال من مجالات النظام التربوي منظومة فرعية قائمة بذاتها لها مجالاتها المتفاعلة فيما بينها بحيث يؤثر كل مجال في المجالات الأخرى ويتأثر بها. كما يمكن تصنيف كل مجال منها إلى مدخلات وعمليات ومخرجات، وبيئة نظام، وتغذية راجعة، ويتبنى نظام تطوير الأداء المدرسي مدخل المعايير في جميع مجالاته، حيث إن لكل مجال معايير محددة وواضحة تسعى المدرسة إلى تحقيقها، من خلال تشخيصها لوضعها الحالي لمجالات المنظومة الثلاثة: (التعلم، والتعليم، والإدارة المدرسية) باستخدام أدوات علمية مقننة، يستخدمها المستفيدون من خدمات المدرسة على مختلف شرائحهم ( إدارة مدرسة، معلمون أوائل، أولياء أمور، مشرفون،طلاب) بغية الوصول إلى تحديد ( نقاط القوة، وأولويات التطوير) ليتم ترجمتها إلى أهداف واضحة ومحددة في خطة المدرسة.

 مجالات تطوير الأداء المدرسي

تتضح مجالات تطوير الأداء المدرسي ( التعلم، والتعليم، والإدارة المدرسية ) ومعاييرها من خلال الشكل التالي وما سيأتي من تفصيل بعده حول معايير كل مجال من المجالات وتأثره بالمجالات الأخرى في تطوير مستوى أداء المدرسة.